15‏/11‏/2015

ماذا يحدث في طوز خورماتوو ؟؟


تنويه: المشكلة في العراق انه الحقيقة مهما قلتها ستكون ضحية خلفية مدونها . مع ذلك هدفنا كان اولا واخيرا نقل الحقيقة لا غير 



لن اعود الى التاريخ لانه ومن قدره القادر فالمدينة تركمانية بنظر التركمان وكوردية بنظر الكورد وعربية بنظر العرب والكل له سرده ومسوغاته التاريخية، لكن المثبت انه مدينة ذو تركيبة فسيفسائية لا تختلف عن كركوك، اداريا كانت تابعة لمحافظة كركوك، كانت طوزخورماتو في الربع الأول من القرن العشرين قرية تابعة لقضاء كفري والذي كان تابعاً حينذاك للواء كركوك. وفي عام 1922 أصبحت طوزخورماتو ناحية تابعة لقضاء داقوق، وفي عام 1951 أصبحت مدينة طوزخورماتو قضاءً وتحولت داقوق إلى ناحية تابعة لها وكلتاهما تابعتين للواء كركوك. وبتاريخ 29/ 1/ 1976 تم فك ارتباط قضاء طوزخورماتو بنواحيها الأربعة (آمرلى - بسطاملي - سليمان بك وقادركرم) من محافظة كركوك وإلحاقها بمحافظة صلاح الدين المستحدثة حينذاك بموجب المرسوم الجمهوري المرقم 41 في 29/ 1/ 1976 والمنشور في جريدة الوقائع العراقية العدد 20532 في 7/ 6/ 1976. تصنف طوز خورماتوو على انها مدينة متنازعة عليها وضمن قائمة المشمولة بالمادة 140 . يسكنها الكورد والعرب والتركمان، وهم منقسمين الى الطائفة السنية والشيعية . كوردي سوني وعربي سوني وشيعي وتركماني سني وشيعي .
بعد احداث عام 2003 اصبحت تحت النفوذ الكوردي، بعدها طغى النفوذ العربي السني على المدينة، ومعها بدء القصة سيل الدماء، لكن قبل هذا علينا ان نعود بادراج التاريخ الى 50 القرن الماضي . يذكرنا الحاج حسين المولود في ثلاثينيات لقرن المنصرم بالمعارك (العركه: بالعامية) التى كانت دائما ما تحصل على خلفية اجتماعية مختلفة يذكر منها محيبس رمضان لتتحول الى مواجهات باحجر والعصي السكاكين بين الكورد والتركمان تارة وبين التركمان والعرب و الكورد والعرب تارة اخرى، لكن سرعان ما يتخل عقلاء القوم ورؤوساء العشائر لاخماد الفتنة . وما فهمناه من الحاج حسين كوردي القومية سوني المذهب ان للصراع الدائر والمستمر خلفية عشائرية و هذا ما اكده الحاج قيس ذو 77 عاما .
و يذكر الحاج قيس (ضاحكاً) كُنا ندخل معارك بي الاحياء واتذكر انه في احد المواجهات تراشقنا بالطماطة ولهذا ترى تقسيمات للاحياء في طوزخورماتوو دون ان يكون هنالك اختلاط ومع اي عركه كان الاقلية الساكنة في حي الفلاني يضطر لترك منازلهم حتى استتاب لامن .
الثاني والعشرين والثالث والعشرين من آب(أغسطس) 2003 أراد أهالي قضاء طوز ترميم مقام ومزار الإمام المرتضى على أعالي جبل طوز المطل على نهر أق صو فعمد عر السنه إلى تخريبه والإساءة إليه شهد القضاء احتجاجات حاشدة وتوجه الأهالي من عرب وتركمان الشيعة إلى ترميم المزار مرة أخرى وعندها داهمتهم جموع وأطلقت عليهم النار فاستشهد بعض الشباب وعندما قام الأهالي بتشييع شهدائهم حدثت مواجهات أخرى أدمت قلوب المواطنين. وبدء سيل الدماء تحت غطاء الطائفية المقيت وتجرع الشيعة الويل يوميا . ومن السخرية ان اعداء اليوم اي الكورد كان الملاذ الامن لتركمان والعرب في وقتها.
دار الايام ومعها ارتسمت ملامح عصر جديد وصل المالكي الى السلطة وبما ان زوجته وكما يذكر من طوز خورماتوو (كما يذكر البعض) فقد اولى اهتماما بتغيير موازين القوى فشكل في 2014 فوج طوارئ للطائفة الشيعية، ومن بعدها تشكيل مسلح يسمية الطوزيين ب (طيور الجنة) ومن بعدها قيادة عمليات دجلة بقيادة الزبيدي وفي يوم 21/1/2014 اعلن رئيس الوزراء العراقي المالكي ان قضاء طوزخورماتو وقضاء تلعفر اصبحا محافظتا عراقية التاسعة عشر والعشرين وبدء الموجه الثانية على القتل على الهوية واعادوا الى السنه الصاع صاعين يذكر احد الاشخاص الذي طلب عدم ذكر اسمه انه في اشرس عملية تم اختطاف 240 عربي سني من حي العسكري تم الافراج عن الاغلبية لكن حتى اليوم لا يعرف مصير 73 مختطف . معا بدء الاحتكاك بالكورد خاصة من قوات الطوارئ، نشد اليوم الموجة الثالثة من الصراع .
ماذا حدث في طوز ؟
لم نستطع الوصول الى شهود عيان محايدين، وللكل طرف روايته، لكن ما هو مثبت من روايات كلا الطرفين انه ست افراد من الحشد التركماني يمرون بسيارة رباعية الدفع في حاجز لقوات الاسايش وجرى تبادل لاطلاق النار يقتل 4 من الحشد واسر عنصرين بالمقابل يجرح احد افراد السيطرة من الاسايش وينقل على اثره الى مستشفى طوز خورماتوو، بعدها يقتحم مجموعة من الحشد مستشفى المدينة لقتل الجريح ويقتلون معه دكتور عبدالخالق بعدها يقوم قناصة من الحشد باطلاق النار من على سطح المنازل فيردون مواطنين بعدها يدخل قوات البيشمركه التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني الى المدينة لفرض الامن ودعم القوات الامنية فتحصل مواجهة بين الطرفين، يتدخل على اثرها عضوين من المكتب السياسي للاتحاد الوطني وهادي العامري لوقف النزاع فتحصل هدنه واتفاق على فض النزاع بالطرق السلمية ويتكون الاتفاق من ثلاث نقاط
- وقف اطلاق النار.
- بالاضافة الى إطلاق سراح المحتجزين لدى الطرفين.
- مشاركة قوات الحشد الشعبي ضمن القوات الامنية في خورماتو. في المساء يصل قوات من الحشد الى خارج المدينة مع قوات من الجيش العراق ومع توارد الانباء الى داخل المدينة يبدء عملية حرق المنازل والمحلات التجارية وكل طرف يتهم الاخر بالبدء بالعملية، يقطععلى اثره طريق طوز- كركوك .
الحصيلة خلال 3 ايام من المواجهات هي كالاتي :
- القتلى : 1 بيشمركه، 1 اسايش، 4 مواطنين (3كورد، 1 عربي سوني)، 12 من الحشد التركماني .
- مفقودين : 1 بيشمركه .
- المخطوفين : 188مواطن (43 كوردي ، 145 شيعي تركماني وانباء عن وجود عرب بينهم) .
- الاسرى : 7 من الحشد
- المحترقة : 47 منزل ، 100 محل تجاري لكلا الطرفين .
- الخسائر المادية : مقدرة ب 5 مليار دينار عراقي .    
خلال حديثنا مع قادة لبيشمركه المتواجدين في محور طوزخورماتوو، طرحوا أسئلة يمكن ان يكون الاجابة عنها مفتاح لغز ما يحدث في طوز ومنها وكما يسأل (ج) احد قادة البيشمركه لماذا تواكب الحدث مع وصول البيشمركه ووحدات الحماية الشعبية وحماية شنكال على قرب اقل من 7 كيلو مترات من تلعفر؟ ومن المستفيد من صراع الكوردي الشيعي في الوقت الراهن ؟ ولماذا تغذي اطراف شيعية وكوردية الصراع ؟

ما يدور الان هو جزء من سيناريو المنتظر لما بعد انتهاء مرحلة داعش والسؤال الاكثر الحاحا هو هل يتحول تركمان الى الشعرة التي تقصم ظهر البعير لانهيار تحالف تاريخي بين الكورد والشيعة في العراق . 

0 كۆمێنت:

إرسال تعليق